البناء الفني لقصيدة (بانت سعاد) لكعب بن زهير (... ت: 26هـ )دراسة فنية

الملخص

حظيت قصيدة (بانت سعاد) لكعب بن زهير بنصيب وافر من الاهتمام الذي بلغ ذروته في الشعر العربي قديمه وحديثه، وعلى الرغم من ذيوعها وشهرتها بين الدارسين إلا أنها لم تسلم من اختلاف الآراء عند النقاد من حيث سببها، والتشكيك في صحة إيمان صاحبها وأنها نبعت من نفس صادقة في قبولها الإسلام وتقديم الاعتذار وطلب العفو من الرسول صلى الله عليه وسلم. ومهما وُجّه من انتقاد لهذه القصيدة فما هي إلا انتقادات وجهة نظر أصحابها الذين تضاربت آراؤهم واختلفت وجهات نظرهم دون أن يعطونا الدليل القاطع والحجة الدامغة على صحة ما يزعمون.

وقد تضمنت قصيدة كعب ثلاثة أغراض هي: الغزل ووصف الناقة والرحلة، ثم الغرض الرئيس وهو المدح والاعتذار وطلب العفو، واحتلت القصيدة مكان الصدارة وحذا حذوها الشعراء يسيرون على نهجها وينظمون على منوالها واتخذوها أنموذجاً لهم في قصائدهم المدحية على مر العصور.

وعبرت عن حسن إسلام كعب ومقابلة موقفه هذا من صدور عفو الرسول الكريم عليه ومجازاته بأعظم هدية عرفها تاريخ البشرية، وهي التي تمثلت في خلع بردة الرسول وإلباسه إياها؛ وهي البردة التي صارت لها أهمية بالغة حيث توارثتها الأجيال فيما بعد.

 وتهدف الدراسة إلى تحليل قصيدة ( بانت سعاد ) ، من حيث البناء الفني الذي ارتكز عليه الشاعر ، وقد اعتمد الباحث على المنهج الفني التحليلي ، مع عدم الإشاحة من الإفادة من المناهج الأخرى في موضعها لاستحالة ذلك وانتفاء موضوعيته .

وتكمن أهمية الدراسة في إبراز العلاقة بين البناء الفني لهذه القصيدة ، وبين ترجيح الآراء التي أثيرت حولها ولعل تقديم هذه الهدية الثمينة لكعب خير دليل على أنه في مديحه للرسول الكريم لم يكن يسعى من ورائه إلى مصلحة دنيوية أو دفاع عن قبيلته، بل كان مدحا نابعا من قلب صادق يملؤه الإيمان والتوبة والرجوع إلى الله فيما تبقى من حياته .